
قصة قصيرة
مشفى
كنت مختنقا لدرجة اني قررت ترك التدخين وفعلتها !!
كانت الممرضة تدفع العربة بشكل متثاقل , عرفت ان وقت عملها انتهى وهذه الجثة الملقاة هنا
يجب ان تبلغ باب التشريح .رن هاتفها النقال , توقفت - الو ...وراحت تتكلم بشهية تحسد عليها بين ابتسامة ونفخة دخان وضعت يدها على السرير انزاح الشرشف عن وجه الميت !!
أنا أتابع كلماتها باذني ودخانها بأنفي والميت بعيني
قالت له بصراحة - ماذا تراني اعمل لأحمق مثلك ( ضاحكة بصوت عال ) , طنين كلمات المتصل يذكرني بفيلم الجراد الذي غزا احدى المدن !!يدها تضغط على السرير , و جهه بدى شاحبا لا يبدو انه مات الان او بالامسدفعني الفضول للتقرب من اوراقه الموضوعة على ركبتيه !!
- إذن لنسهر الليلة في مكان ثان
مكتوب فوق اوراقه لايملك الشخص أية ضماناسمه عربي , مطلق وله ثلاثة بنات !!
الموقع على تسليم الجثة نادية فرحان عمرها 28 عاما
- لا تدفعني لشتمك أيها البخيل , منذ الاول قلت لك ان يوم ميلادي 23 - 9
لم تتفسخ الجثة ( في السابق يقولون ان الغريب ينتظر أهله لا تتفسخ جثته أبدا !! )
اسمه فرحان سليم من مدينتي لو ادعيت اني اعرفه هل سأكون مسؤولا عن دفنه ؟
هل سأصل الى عنوان اهله , هل سابلغهم ؟؟؟
لماذا لم تبق نادية مع أبيها أم أن موعدا هاما دفعها لتركه في عربة الغرباء هذه ؟أم ان عدم امتلاكه للضمان دفعها الى الهرب ؟لا يوجد تلفون لنادية !! لا يوجد سواه
- اسمع انا سارمي هذه الجثة في غرفة التشريح وأخرج
هل سيبقى وحيدا .. أنا وحيد أيضا و أكاد لا اتنفس , لو مت الان هل ستأتي نادية اخرى لتوقع على اسمي وتتركني ؟
لدي ضمان ولكن لا نادية لي !! هل كان فرحانا لأنه يملكها .. ؟
هل كان فرحان على درجة من المعرفة بأن موته هذا سيعرفه بي
- لك أسمعني يا حمار ضاحكة قالتها
سأرفع جثتك وأخرجك من هنا , لاتدع احدا ينتبه لنا ..حمله خارجا .. تابعته مندهشة كان يركض عابرا الموانع مثل فرس أعمى يرتطم بالجدران و ينطق بكلمات غير مفهومةالمكالمة طويلة ومكلفة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق