الخميس، 10 أبريل 2008

عندما مات حكاية من الشرق أيضا


كتابة متأخرة لـ الراحل محمد الحمراني*
يمته تسافر ياكمر أوصيك .. الوادم الـ ترضى النشد تدليك
( من قصيدة محطات .. كوكب حمزة )


عندما مات - (( حكاية مِن الشرق أيضاً ))
**
لِلغُصن تَرتبِك الرِّيح
تَتموَّج الورقة على شَجن آفل
المُزارع يقبضُ الحِكمة الخالِية
وَ يَبذر الـ مكان بِـ حفنة بُذور مِن عُمق الأُسطورة !
يَتدافع الـ خاسرون أمام المَذبَح
تَصفرُّ قاطِرة الهروب الأخيرة إيذاناً بـِرحلة في جوف الـ مَطر القابع تحت أرض الزَّمن
تَعرفُنا مَسلاَّت الدَّساتير المليئة بـِ الخِيانات
نَعرف ما قاله الأجداد "لأحلامهم"
كانوا قد أخبروه بـِ جدوى الحَرف وَ ناموا على تلك الخِرَق الَّتي تجلب لهم الأحلام المُسوَّرة بـِ كوابيس الأبد !! ((نموتُ وحدنا لا أحد معنا))
قالها للورقة وَ لَم تسمعه السُّطور
نَموتُ وحدنا كـَما الظِّلّ في العَتمة
نَموتُ وحدنا تدفننا الأسرار .. مواكبنا تُشيّعها الحكايا وَ الرًّمل
فَـ هُو يعرف جيداً أنَّ التاريخ لا يموت وَ لا حكاياه الغَضَّة !!
سـَ تأتي لِلعمارة .. !
مُتيقِناً أنَّ المسافة بَين الـ جِسر وَ الــ هَوى كـَ الَّتي بَين الــ قَطرة وَ بينك !
بَين التَّعب وَ حامِله !!
تُمشِّط الـ جداول بـِ أقاصيص القُرى
وَ راقتْ لَكَ تَعاويذُ مَا سَوف يأتي
الآن تحتفلُ وحدكَ بـِ ليلِكَ الــ مُنفرِد
وَ تُرهق الاِنتظارَ بــِ رحيلٍ مُسرِع
تَجدُهم في بَرزخِكَ الــ جَنوبِيّ
أبطالُك المُلوَّثِين بـِ الحُبِّ وَ البُكاء
فِي السَّرائر تركض السَّاحاتُ وَ مآرب السَّفر حتَّى السِّرُّ السَّرمديّ
حتَّى الــ مُدن الَّتي فَتَقَها الأبناء
تتلكأ أَقدامَكَ الــ عَشر كــَ الجُملِ المُبهَمة
لــِ تَشدَّ فسائل الوَجدِ بــِ تُراب الــ بيوت
الشطُّ ينَعكسُ كــَ الحُدود هُناكَ في بَصرِكَ
النَّائم بــِ جوار الباب * وَ بَقايا السُّومريّ الــ مُحارِب
بِدعة الصُّورة الَّتي وَرثَها الوقت مِن بَقاءٍ قصير
يا ترى كيف ينزوي الظِّلُّ بَعد حُروب بيضاء بين الغُبار وَ الَّلحظة ؟
بَين السُّكونِ وَ الهَذيان
بَين الـ أنتَ وَ الـ لا أنتَ أَمام هَذا الــ وَجدِ الخَجُول !!
أَمامكم أَنتم ..
أنتَ وَ الـ لا أنتَ !!
أُريدُ ((العُذوق المُرَّة)) .. وَ تأريخُ الــ حَفِي فِي شارِعكم
فــَ ترَسم شَطَّ العمارة وَ بَرد القارَّات في جَوفِي
تُخبرني عن صدى أبي وَ رُؤوس الــ قَصَب وَ الدَّواوين
وَ اليَافِطات السُّود
فَوضى العِراق
موت الطيُور في أهداب الصِّغار
مَنافي الدَّاخل
شُرذمة الأدب
خديعة الشِّعر
مَقاصل الــ حَداثة
ارتباكات الوَجد
عُيونُ أطفالك أيُّها الطفل
عِتاب الضَّمير
دُموع الجنوب
صرعى الطًّرق الخارجية
مَقالبك مع الذَّات
رُضوض بغداد
دهاليز الرِّواية
سِرُّ الكتابة
وَ شَغبكَ
//
//
//
//
حِين تَسكُت .. أَشعر بــِ أَنَّ الُّلغة ناقصة .. !
لَيس فيها مِن الأوطان ما يكفِي لــِ غفوة
مَتى سـَـ تَراك العمارة ؟؟
ـ عائِمٌ في هَواها ..
وَ تَبتسم كُلَّما أنشدَتكَ بِلاداً تَتَقاسمُ الغُربان عُذُوقها
لَن أَدَعَ الشِّعر يا صديقي *
وَ رُبَّمَا ســَ يَهجرني هُوَ ..
الشِّعر يُعلَّق في القُصورِ .. وَ مَحطَّات السَّفَر
وَ أَغنامِي لا تُحبّ السُّقوف وَ لا تَقف فِي مَكان
الشِّعرُ لــِلْمُصابِين بـِ كُلِّ شَيء
وَ نَحنُ بَلهارسيا الصَّحراء ..
اِبتَسِم لي .. ســَ تكونُ الصُّورة مُخِيفة
أَشعِرني بــِ تُراب يحتضِنُ اليتامى كُلَّما انفجرَتْ عبوَّة في رِئَتَيك
اِسحَب جُفوني مِن خَبَر الرَّحيلِ هَذا
جَزعتُ مِن حَفْر الــ قُبُور في الشَّوارِع ..
مِن وَطنٍ يُرسل لي تعزيةً بَعد أُخرى ..
مِن عُمرٍ لا يَعرف المَسرَّات .. وَ مِنِّي ..
يَصدَحُ.. ((والله والله نحبكم)) .. وَ الَّلاطِمات على أجسدِانا ..
كُنَّ قُرب مَقبرة السَّلام يَنشِدنَ أشعاراً لازالتْ مُبهمَة النّشأة
مَواقد العُبور وَ مُوسيقاه الــ حَزينة..
لا مَطَر في شِتاء الرَّحيل ..
عُيونٌ صَدأَ فِيها الرِّمش ..
مَيسان الــ عَذراء تَتَعثَّر في الــ مَشي ..
وَ صوتُك الضَّاحك مَعي قُبيلَ رَحِيلك بــِ صُدفة ..
تَبَّاً لــِلْمجارِف الَّتي تَثقب الذِّكرى لــِ تَرميهم هُنااااااااااااااك

*قاص وَ روائي وَ شاعر عراقي توفى مؤخراً
*رواية الرَّاحل الأخيرة

ليست هناك تعليقات: