
حان وقت المغادرة
ضع ضحاياك جانبا
دع كل هذه الشكوك
-هذا نعلي، افتح فمك !!
كل هذه النعوش وفي الخارج ثمة كذب ينمو
التصاريح المزيفة
ودموع قتيلات هجرن العمر بحثا عن ولد
أيها الولد .. هنا تنتهي المدينة
المدينة التي تبتلع الصبية
المدينة التي كذبت على رجالها و صيرتهم قيـئا
كنا نخدع الحياة بوهم المطاولة
قبل قليل دخل التراب !
قبل قليل انزوى
خرجت الصاعقة من جيبه والقمل والتاريخ ودعاة الفكرة
تذكري جيدا أنّ جثتي مزقتها جحافل الدود قبل موتي
دود المتملقين وآفات الفرص
لذا حان وقت المغادرة
وإن نبح العالم .. وظلت تلك الآثار على ثيابي
حتى تنتهي لو من هياجها
ويحترق كفن البقاء ببقايا إسفلت علق بقدمينا آناء التأمل الفطري
يحترق قميصي الأخير بهواجسِ الفقدان الموجع
وريح العاطفة لا تخمد سعير الثبور
لا تبقي شيئا
النعوش التي زحفت للتو على ظلي كذبة مكانية
تنشرها أبواق الكاذبين على الكاذبين
لا أحدَ يموت هنا
حتى القتيلات هجرن أولادهن قبل قليل
وظهر في جوف العالم ولدٌ أحمق يشبه أبيه
لذا خدعتنا الأيام بصمتها
والقيء حبر لاينتهي
هـذا نعلي !
ذلك العالم
هذا فمك
ستحاول احراقي بشتيمة
ستحرق أحبتي بحروفك
أنت النار إذن
و أنا ؟
أنـا .. اليقين !
كل هذا كي يأتي الليل ثانية بثيابه الرمادية ناشرا نباح الأيام على أذني
وليت الصمت يليق بحريق آخر
ليت الموتى يحتقرون حياتي
ليتني أعي من الميت ومن الحي
لا أحد يموت هنا .. لا أحد يمر هنا .. لا لا هنا
كل شيء يزهو كعفونة اللاصق بالنبأ
عفونتهم .. واللعاب على ياقة الكلمة
حتى نسمع دوي العتاد
نشم الدخان المسترجل
وننام .. نعم ننام لأنه الليل المخيف يبعث على سكينة الرجفة والغفوة المحنطة
أنت محنط أو منحط .. زمن الفساد الروحي
هذا نعش الصنوبر
وتلك آثارهم
العيون المتحجرة تلك.. وندب السير
شاعر عراقي، مقيم في ميونيخ
alkabi@live.de

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق