نثر القصيدة
أحمد عبد الزهرة الكعبي
1
1
فِخاخٌ ..
التراتيل يأخذها الـرَّد لـِ يَمسُّ بـِ تلابيبها الفؤاد يتبدَّدُ القويُّ على صخرة النّمو..
يَغرورق هذا البديعُ الَّلفظي بـِ لُعاب التـُّهمو يُنـحَرُ الأبدُ بحوافـر العبث !!
جِدالك الـمـُبغض تَمسَّك بهِ فَـ هُو نجاتكلا تـتشـظَّى لـِسذاجة المُتقلِّب ,
يقْظَة الفَزع كافية لإهراق قطرة مُنتصف الَّلا طريق
تتدحرج الأماني الفاضلة
تجمع ذكرياتنا وَمضَةً وَمضَة لتختَبِئ في مفاوزها المُعتِمة وَ ظلّتْ تتدحرج كي ينسى شَجَر الحُور ما جناهُ الثَّمر العَراء الضيّق بنا هائلٌ أمام عُبورنا
لا أحدٌ يقفُ هُنا ..نتشبَّثُ بـِ خيوطٍ رمليَّةٍ .. وَ هُناك مَن يجُرُّنا لـِ وَهمٍ كبير اِسمه الرِّحلة
المخْدوعُون أمام الأسفار يَطبعون ما ينسجه الإفكُ مِن وصايا ليّنة
وَ الآلات تحفرُ في أجسادنـا صُراخ الوثوب الفاشل
الرِّيح تصرخُ بـِ الرِّيح
يتهاوى المُهاجِمون وَ قُرب أكواخي تتقافز الغزلانُ وَ المصائبُ
2
أهبِط على جِسر الخشب الفاصل بين قلوبهم وَ مُومياء أرواحـهم تَقعي أجنحـتي على خشبه وَ ثَمَّة ثُقبٍ يُظهِرُ النَّهر بـِ لون الحديد المحروق يصير الجنح ظِلاً على خدِّ الماء الَّذي احتفل بِنا أنا وَ ظِلَّي
يا هـذا
أَهداني عُود ثقاب
تخرج مِن بين عيون إيثاكا محاولاتٌ للنَيْلِ مِن الصبر وَ الاِنتظـار ..تخرج مِن بين أصابع بائعة الخُبز محاولاتٌ للنَيْل مِن الحرائق , تخرج مِن بين حُروفي جنائز القُلوب الَّتي راق لها الإندثار .. تخرج قُبور داحس وَ الغبراء مَطليَّة بـِ شتَّى أنواع الصّمت
جناحُ الفينيق الّذي أحمِلُ في متحف الإلكترون
وَ الزّواحف الّتي خَلَّفَها القادمون مِن رحلةِ البحث عن الذَّات تدُور حَولهُ
مات القيصرُ الَّذي باع لـِ رفيقـه أسـرار البلاد بـِ طـعنة
وَ انهمرَ الدَّم مِن ضحايا شايلوك
هزِجتَ يا هذاهــذاهــذاهــذاهــذا
3
كُلُّ هذه القطرات لا تُوحي بشيء .. أمشي على رتابةِ الأبـد .. والطِّّينُ حمامة
يومياتُ السَّيرِ هذهِ نُقاطُ
التَفتيش
المطَر
هكذا تتبستر كيمياء الَّلحظات ... يتقشَّفُ فيها الزَّمنُ
وَ تضيقُ الآفاقُ .. الأُفق بـِ صفاته يُرتِّب الماضي بـِ متاحف النَّزفِ
الاِحتضانُ صُورة مِن اليُتمِ , ألمسُ وجهي جيداً خوفاً مِن حقيقة الخُرافة وَ طُقوس الطُّقوسوَ أتلحَفُ بـِ النُّقاط !!
4
هل تنامُ الشمسُ ؟
هل قَتلَ الـ... شمسنا الَّتي نُحِبُ ؟
هل قَتلَ الـ... شمسنا الَّتي نُحِبُ ؟
كيفَ لـِ نُجومٍ صغيرةٍ كَـ هذهِ أن تُخفي جدائلها ؟
يا نَثري يا قَصَصي بَل يـا وِحـدتي !!
كيف تَتحوَّلُ الكلمات إلى كلبٍ مسعُورٍ ينبِشُ في عتمَة الهاربين ؟؟ أنَّى لـِ هذا الوُجُوم أن يكون أبـداً ؟؟
مَللتُ مِن هذا المقهى الرَّثِّ المٌسمَّى (( شمس الأصيل)) سـَ أحمِلُ قِنديلي حتَّى وسـادتي ( أبـو العلاء ليس المثل وَ لا في جُعبته المـُثلُ ) ..
سـَ أضعهُ أعلى سريري شمساً تُشاركني الوحشة , الرّقود في السّرير ليلاً لـِ وحدي هو ما يُزعجني .. قالها غُوته
وَ أكتُبُ لها تِلك المائِعة رُغم حجمِها الهائل قصيدةَ نَثرٍ خاليةٍ مِن الحُـروف وَ أشياءلا تُرى وَ لا يُمكنُ لمسـها
أيَّتُهـا الشَّمسُ القتيلَة ( يا وِحدة الوِحدة وَ وحشتها )
5
جِسرٌ تحت قدميّ .. وَ فوق النَّهـر جِسرُ .. هُو الجِسر الَّذي يـُغرِقُ الحكايا لـِ يُشاهـد هياكل الخُروج طافية
جِسرٌ تحت قدميّ .. ليس كافياً لـِ يكون أغـنية لصِبيَةٍ تعلَّموا فَنّ القتل
جِسـٌر تحت قدمـيّ كان جماداً وَ ليلاً وَ لُصوصاً مِن قبل ..أمَّا الآن .. تـحت قـدميّ لا تندهه الشَّمس إن نادَمَ الأقمار الثّقيلة الخُطى !! أُجاهرهُ بـِ كُرهـي للصّمت فـَ يرمي بـِ حجارة الكلام في جوف المُوَيجَة ( بق بق ) كـَ طعنـةٍ تَتِمُّ دُون عِلم أحد
جِسـرٌ أبلَه حَفِظَ كُلَّ الكلام وَ تحوَّل بـِ فعل البارود حـديقة يرومُها شُعراء النَّثر وَ النَّاقصونَ وَ التَّافِهون وَ الثُّوَّار !!أُحِبُ النَّثرَ كثيراً ( أيُّها الهيكل ) لِذا كُلَّما وجدتُ حرفاً على الرَّصيف مسحتُ عن وَجههُ التُّراب وَ غسلته بـِ دموعٍ مالحـةٍ أحملها مُذ عرفتُ أنَّ العابرين نَسَوا العَودَة !!

جِسرٌ .. تحت قدميّ وَ فوقَ النَّهر تطفُو الهياكِلُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق