الصفحات

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011



العـودة

+_____+

كانت ثيابي قديمة , بعض التراب على ياقتي .. وعلى كتفي ورقة وردة ؛ ابتسمت لـطفل يراقبني بفضول ! أردت الخروج من المكان كان يوم عطلة والزوار بمعاطفهم الشتوية صيروا المكان إلى لوحة شتوية لا تليق بتلك الشمس الساطعة ذلك النهار , لم أجد من يعرفني _ هل غادروا المدينة ؟ أم أن هناك خطأ في تواجدي هنا ؟
الدرب طويل حتى بلوغ ذلك الباب الرمادي .. الأسماء على حافتي الطريق جلها ذكورية وبعضها كان لأطفالٍ افترستهم الحرب .. ربما
كنت مسرعا حتى أمسكتني يد ناعمة لتوقفني !
لم استدر فالرائحة أعرفها جيدا لم تتغير ..
_ لقد هرمت كثيراااااااااا
هكذا جاءت الكلمة , لم أهرم بل هو عداد الـعمر .. كنت قد دخلت هنا لـسرقة زهور بيضاء لهـا في تلك اللحظة شعرت بدوار .. واحساس غريب بالتقيء , لم اتقيأ كان الوقت ضيقا
بالكاد رفعت قدمي اليسرى .. وبعدها فقدت الوعي لوبعد ساعات شاهدت رجلا ( كان الحارس ) يقترب مني برفقة ثلاثة رجال ...
_ يبدو أجنبيا !
_ لم أجد أي هوية تدل عليه !!
لم اع اي كلام آخر .. لكنهم سلبوا الزهور مني .. ثم فقدت النظر
...
لم استدر
بقيت متجمدا ..
سمعت صوت شاب يقول _ سنغادر بعد قليل يا أمي ..
_ انتظروني سأعود بعد قليل

أشعر بالرغبة أن ألمح وجهها الآن , طلبت مني أن أتذكر إسما ما .. _ وحيدة
نعم وحيدة .. هل تزوجت ؟
_ هل تطالب بانتظار عمره عقود ؟ و أنا وحيدة ؟
شعرت بأن بلوغ الباب لم يعد مجديا ,
_ وما جاء بك هنا ..؟
_ زيارة هذا المكان تشعرني بأن لي مكان بين الناس
_ أنا هنا منذ الزهور
_ لم أغادره أبدا

سحبت الورقة من كتفي , شعرت بتجاعيد يدها ترتجف ...
كان زمان هروبنا في تلك الغابة يعادل تلك اللحظة .. حين حاصرنا البرد ورصاص الدوريات
_ سنصل
_ قتلني الخوف
_ سنصل يا وحيدة
_ لم أعد أثق بالحلم
ســــــــــ نـــــــــــــ ـصـــــــــــــــ ـل
تجمدت أقدامنـا , واًصبح الموت على شفا حفرة , تلك هي النار , سنبلغها كي نعانق الدفء
لا طاقة لي الآن ..
كانت ليلة في ذلك السجن الرحيم .. ماء حار .. وحساء سألتيني عن محتوياته فأخبرتك بأنه من لحومنا وورق الغابة ... _ المهم وصولنا , ألم أخبرك ؟
_ نعم سنصل
_ بل وصلنا

كيف عثرنا على تلك الحجرة في مؤخرة المدينة .. قريبة من محطة القطار , بل قريبة من أنفاس تغادر كل ساعة !
فاختفتيتْ ..
كنت على موعد مع ازهار وضعها رجل عجوز على قبر مـا .. أعجبتني الزهور , فانتظرت الليل حتى تنتهي مدة صلاحيتها فتكون ملكا لي ..
لكنها الرئة وعلتها .. لم تسعفني في العودة
_ هيا يا أمي لقد تأخرنا ..
لم أستدر , خرجت كلمات مبتلة
_ سأعود إلى مكاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق